ﻗﺼﺔ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ

ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ     ﻭﺻﻠﺖ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﺃﻥ ﻣﻠﻚ " ﺍﻟﻬﺎﻳﺴﺒﺮﺝ ﺃﻏﺎﺭ" ﻋﻠﻰ ﺛﻐﺮ ﻣﻦ ﺛﻐﻮﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺮ، ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺑﺘﺠﻬﻴﺰ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﻠﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟـ 13 ﻟﺤﺼﺎﺭ ﺣﺼﻦ "ﺳﻜﺪﻭﺍﺭ"، ﻭﺃﺻﺮ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﻭﻧﺼﺤﻪ ﻃﺒﻴﺒﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻹﺷﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﻨﻘﺮﺱ ﺑﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻻﻳﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﻲ ﻭﻻ ﺭﻛﻮﺏ ﺍﻟﺨﻴﻞ، ﻓﻜﺎﻥ ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺬﻯ ﺧﻠﺪﻩ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ:
" ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺃﻣﻮﺕ ﻏﺎﺯﻳﺎ ﻓﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ "
   ﺗﺤﺎﻣﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺁﻻﻣﻪ ﻭﻗﺎﺩ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﻓﻲ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﺍﻣﺘﻄﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺟﻮﺍﺩﻩ ﻭﻫﻮ ﻣﺮﻳﺾ ﻭﺩﺧﻞ ﺑﻴﻦ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻥ ﻳﻠﻘﻲ ﻧﻈﺮﺓ ﺃﺧﻴﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﻮﺩﻩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺸﻘﻬﻢ ﻭﺃﻋﻄﻰ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﺛﻢ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻰ ﺧﻴﻤﺘﻪ ﻣﻨﻬﺎﺭ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻭﺃﻟﻘﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ .

    ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺧﺒﺮ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻓﻰ ﻏﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﺮِﺡ ﻭﺣﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻗﺎﻝ: " ﺍﻵﻥ ﻃﺎﺏ ﺍﻟﻤﻮﺕ " ﻭﺗﺨﺮﺝ ﺭﻭﺣﻪ ﺍﻟﻰ ﺑﺎﺭﺋﻬﺎ، ﺍﻟﻰ ﺟﻨﺎﻥ ﺍﻟﺨﻠﺪ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ الله ، ﻭﺗﻮﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻳﻮﻡ 07 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 1566 ﻭﻋﻤﺮﻩ 72 ﻋﺎﻣﺎ .
     ﺃﺧﻔﻰ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﺷﺎ ﻧﺒﺄ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺘﺸﺘﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻩ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻭﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﻰ ﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺳﻠﻴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺳﺮﺍ ﻓﺠﺎﺀ ﻭﺍﺳﺘﻠﻢ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﻓﻲ "ﺳﻜﺪﻭﺍﺭ"، ﻭﺩﻓﻨﺖ ﺍﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻓﻲ " ﺍﻟﻤﺠﺮ" ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻭﻳﺴﻤﻴﻪ ﺍﻟﺴﻮﺍﺡ " ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻓﻦ ﻓﻴﻪ ﻗﻠﺐ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥﺍﻟﻌﻈﻴﻢ " ﺍﻣﺎ ﺟﺴﺪﻩ ﻓﺘﻢ ﺗﺤﻨﻴﻄﻪ .
     ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﻠﻴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﺳﻄﻨﺒﻮﻝ ﻭﻣﻌﻪ ﺟﺜﻤﺎﻥ ﺍﺑﻴﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ  ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ  ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺸﻬﻮﺩﺍ ﻟﻢ ﻳُﺮﻯ ﻣﺜﻠﻪ ﺇﻻ ﻓﻰ ﻭﻓﺎﺓ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ، ﻭﺻﻠّﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻔﺘﻰ ﺃﺑﻰ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩ ﺃﻓﻨﺪﻱ ﻭﺩﻓﻦ ﺟﺴﺪﻩ ﻗﺮﺏ ﻗﺒﺮ ﺯﻭﺟﺘﻪ " ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻧﺔ ﺧﺮﻡ " ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻧﻴﺔ .
      ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺧﺒﺮ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﺣﺰﻧﻮﺍ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺭﺛﺎﻩ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﻘﺼﺎﺋﺪ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻣﺜﻴﻞ، ﺍﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻲ، ﻓﻤﺎ ﻓﺮﺡ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺑﻤﻮﺕ ﺃﺣﺪ ﺑﻌﺪ "ﺑﺎﻳﺰﻳﺪ ﺍﻷﻭﻝ" ﻭ"ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ" ﻛﻔﺮﺣﻬﻢ ﺑﻤﻮﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪ ﺍﻟﻐﺎﺯﻯ ﻓﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺟﻌﻠﻮﺍ ﻳﻮﻡ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻋﻴﺪﺍ ﻣﻦ ﺃﻋﻴﺎﺩﻫﻢ، ﻭﺩﻗﺖ ﺃﺟﺮﺍﺱ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﻓﺮﺣﺎ ﺑﻤﻮﺕ ﻣﺠﺪﺩ ﺟﻬﺎﺩ ﺍﻷﻣﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق