القبلة وصحة الإنسان

القبلة      من الشائع أن التقبيل يطيل عمر الإنسان، فهو عامل مهم لتخفيض التوتر وضغط الدم، ويشير أطباء الأسنان إلى أن التقبيل مفيد للأسنان، فهو يزيد إفراز اللعاب في الفم مما يساعد على التخُّلص من بقايا الطعام وتخفيض الحموضة في الفم دفعا للتسوّس، وفي دراسة قام بها الدكتور "آرثر زابو" وعلماء نفس ألمان، تبين أن الأزواج الذين يقبِّلون زوجاتهم قبل مغادرتهم صباحاً إلى العمل هم أسعد وأفضل صحة وأعظم إنتاجاً، ويمكن أن يعيشوا عمرا أطول.  .تطور القبلة عبر الزمن
    لعل التقبيل من أهم ممارسات الإنسان التي تعبر عن الود والحنان والثقة والرغبة، والجسم الإنساني مبرمج من أجل ممارسته بنجاح، إذ تحرِّك القبلة الواحدة حوالي 28 عضلة، إحدى عشرة منها في الشفتين، وسبع عشرة في اللسان، وهناك ظواهر فزيولوجية أساسية تتبدى في تفاعلات بيولوجية وعصبية وهرمونية تتصل بالجنس، تثيرها القبلة ذات الهدف الجنسي، والتقبيل يثير مركز الإثارة في الدماغ، فيوزع إلى الغدد بإفراز هرمونات معينة والغدد فوق النخامية هي قائدة "أوركسترا" الغدد في هذا أهم الهرمونات التي تعطي الحد الأعلى من المتعة هرمون الأكسيتوسين Oxytocin وهناك غدد دهنية في الفم وأطراف الشفتين تفرز مادة تدعى سيبُم  Sebum، وظيفتها متابعة التقبيل إذا بدأ، وهي التي تخلق حالة الإدمان على تقبيل من نحب.
      ومن الطريف أن نعرف أن شفاه المحبين يمكن أن تتلاقى في الظلام دون انحراف عن الهدف بفعل أعصاب مرشدة في الدماغ فسبحان من خلق فأبدع، وقالت الدكتورة عزت كريم"إن القبلة شيء غريزي ظهر منذ بدء الخليقة لأنها تعبر عن الإحساس العاطفي، ليس فقط الإحساس الرومانسي بل بين جميع الأفراد، فالقبلة تعبير عن العاطفة، وهي أهم الأمور لجعل الشخصية سوية لدى الطفل".
      إلا أن أطباء صينيون حذروا من القبلات، بعدما أصيبت شابة صينية بشبه صمم بسبب "قبلة ساخنة" أدت إلى ثقب طبلة أذنها اليسرى، وأشارت صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية إلى أن الشابة التي تعيش بمنطقة "جوهاي" بإقليم "جواندونج" وهي في العشرينيات من عمرها، ونقلت على إثر القبلة إلى المستشفى، ونقلت الصحيفة عن طبيب أخصائي قوله"إنه من المحتمل أن تسترجع الشابة قدرتها على السمع بوضوح بعد حوالي شهرين".    
       وأوضح الطبيب: "أن الأذن الداخلية مرتبطة بفم الأنسان عن طريق أنبوب وظيفته الأساسية توازن الضغط بين الإثنين، مشيراً إلى أن القبلة تسبب في خفض الضغط داخل فم الشابة، ما أسفر عن ثقب طبلة الأذن، ومن ثم الصمم، وفيما يعد التقبيل أمراً آمناً تماماً، إلاّ أن الأطباء ينصحون بتوخي الحذر أثناء التقبيل بصورة عامة.
      كما أن أستاذ طب الأطفال بكلية الطب بجامعة القاهرة الدكتور عادل عاشور له رأي آخر، فقد أعلن عن رغبته في إنشاء جمعية لمنع القبلات بين الأصدقاء، وزاد على ذلك بإعلان رغبته في منع القبلات بين الأزواج، وكذلك للأطفال، وهو الأمر الذي بدا غريباً، وعن السبب الرئيس في طرحه فكرة إنشاء الجمعية، أكد الدكتور عادل أن كافة الأبحاث العلمية التي نشرت في كبرى المجلات الطبية العالمية، أجمعت على الأضرار الطبية الخطيرة التي يسببها تبادل القبلات، من خلال انتشار العدوى من الأمراض الخطيرة الفيروسية والميكروبية، وأبرزها الأمراض الجلدية، ويأتي على رأسها حَب الشباب، ومن الأمراض الميكروبية، مثل مجموعة الميكروبات العنقودية، وهي ميكروبات موجودة في فم الإنسان بصورة طبيعية، كذلك الحُمَّى الشوكية، والأمراض الفيروسية التي تنقلها القبلة أيضاً، مثل الزكام والرشح، والتي يجب عدم الاستهانة بها حيث تصيب الخلايا المبطنة لخلايا المخ، وينتج عنها ارتفاع شديد في درجة الحرارة يصعب السيطرة عليها، وقد تؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان، وكذلك أيضا التهاب الغدة النكفية، وكذلك الحصبة الرمادية والألمانية والفيروسات الكبدية، وأكد أن الجمعية تضم في عضويتها كافة التخصُّصات الطبية، لشرح الآثار السيئة للقبلة، وقد يرى البعض أن كل من أراد أن يقبل طفل أن يتمضمض ويدهن شفتيه بمحلول "البيتادين"!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق