المــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرأة

المرأة     كان سماح الاسلام بتعدد الزوجات السبب الرئيسي الذي جعل الغرب يتهم الاسلام بإذلال المرأة والإنقاص من شأنها،اذا عالجنا هده المسالة من الناحية التاريخية،وقارنا بين وضع المرأة قبل محمد صلى الله هليه وسلم و وضعها بعده، فأننا سنرى بشكل واضح ان هذه التهمة تهمة خاطئة تماما ،كانت ترتيبات الزواج في فترة الجاهلية قبل الاسلام رخوة وطليقة الى حد كبير لا تكاد تلاحظ، كان ينضر الى النساء على انهن شيء اكثر قليل من الاثاث تتم معاملتهن كما يحلو للآباء و الازواج، ولم يكن للبنات حق في الميراث،وكان كثر من البنات المولودات يدفنّ احياء.
  في مثل ذللك الوضع الذي كان ينضر في حتى لولادة البنت بحد ذاتها كعار وفضيحة، حسنت الاصلاحات القرآنية وضع المرأة بنحو كبير لقد حرم الاسلام واد البنات بنحو قاطع، وأعطى للبنات الحق في الميراث، صحيح ان نصيبهن منه ليس مساو لنصيب الذكور، اذ جعل للبنت نصف حظ الابن، لكنه امر يبدو عادلا اذا مناظرنا الى حقيقة ان البنات خلاف للبنين، لم يكن عليهن اي مسؤولية مالية تجاه عوائلهم وأقربائهم وأسرهم، كما منح القرآن المرأة حقوق المواطنة الكاملة التعليم العمل حق الانتخابات والتصويت وفتح بذلك المجال رحبا تماما امام مساواة المرأة الكاملة مع الرجل، مساواة يتم تأكيدها بنحو اكثر يوما بعد يوم مع تطور عادات وتقاليد الامم الاسلامية الى عادات عصرية حديثة، يقول المسلمون انه لو مر قرن اخر ولم تحصل فيه المرأة في ظل الاسلام على نفس الوضع الاجتماعي لأخواتهن الغربيات وهو وضع حصلت عليه النساء في الغرب عبر الثورة الصناعية والتصنيع والديمقراطية وليس عبر الدين فعند ذلك يمكن القول بان الاسلام هو المسؤول عن ذلك.

وعلى اي حال فالواقع ان مساهمة الاسلام الكبرى لصالح المرأة كانت عبر تشريع لمؤسسة الزواج التي قدس فيها الزواج اولا بجعله المجال القانوني الوحيد للاتصال الجنسي.
    اذا عرفنا ان الاسلام دين يفرض على اتباعه "مجازاة الزنى" الزاني المتزوج بعقوبة الرجم بالحجارة حتى الموت، ودين يحرم مراكز الرقص المختلط، وأدركنا مدى ما في اتهام الغرب للإسلام بأنه دين داعر"مروج للجنس"، من تحامل وخطأ كبيرين، ثانيا يطلب الاسلام ان تعرب المرأة عن موافقتها الحرة قبل ان يتم عقد الزواج عليها فلا يستطيع حتى السلطان ان يتزوج من امرأة ما لم تعرب عروسه بصراحة عن موافقتها العلنية على هذا الزواج ،ثالثا احكم الاسلام بشدة رابطة عقد الزواج فعلى الرغم من ان الاسلام  لم يحرم الطلاق إلا انه لم يقبل به إلا كملجأ اخير، مؤكدا بشكل متكرر انه لا شيء يغضب الله وسخطه اكثر من التخلي عن نذر العلاقة ألزوجية،
      ولكن تبقى بالطبع قضية تعدد الزوج او بتعبير ادق تعدد الزوجات صحيح ان القرآن يسمح لرجل ان يكون له من واحدة الى اربع زوجات في وقت واحد إلا ان هناك اجماعا متزايدا على ان القرآن حذر وبتأمل  وعناية للتعاليم بشان هذه النقطة تشير الى ان الزواج الاحادي هو الاصل والحالة المثالية، ومما يسند وجهة النظر هذه بيان قوله تعالى في القرآن "فأن خفتم ألا تعدلوا فواحدة" النساء، وهناك فقرات اخرة في القران توضح ان العدالة المقصودة هنا ليست مقتصرة على المتطلبات المادية بل تشمل ايضا المحبة والتقدير والاحترام،من ناحية الترتيبات المادية فان كل زوجة يجب ان يكون لها بيتها الخاص وهذا بحد ذاته يعتبر عاملا محددا إلا ان الشرط الثاني اي المساواة في المحبة والاحترام هو  الذي قاد بعض الحقوقيين للقول ان القران في الواقع يدعو الى احادية الزواج لأنه يكاد يكون من المستحيل توزيع العاطفة والمودة والاحترام بالتساوي الكامل بين اكثر من زوجة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق