اول قُبلة في التاريخ

اول قُبلة في التاريخ      تروي بعض الأساطير أن حواء حين كانت وآدم في الجنة، استلقت تحت شجرة "وربما كانت الشجرة المحرّمة" ونامت، فحطت على شفتيها نحلة كما تحط على زهرة، لِ"تمتص شهد الرّضاب"، كما عبّر الشاعر الفارسي عمر الخيام، فأفاقت حواء، وابتسمت ابتسامة رقيقة لتتيح للنحلة المزيد من المص، وكان آدم يراقبها، فغار من النحلة، وكشّها، وانحنى على حواء، وحط شفتيه على شفتيها كما فعلت النحلة، فارتاحت حواء لهذه الملامسة الشفاهية، التي كانت القبلة البريئة الأولى في تاريخ البشرية.

     واعتقد الإنسان القديم أن هواء الزَّفير فيه قوة سحرية، ويحوي الروح وفي الاحتفالات الدينية البدائية كان الناس يتبادلون ما يشبه القبل لاستنشاق زفير الآخر، كأنما هم يتقوّون بأرواح بعضهم بعضاً ،والتحية عند سكان الأسكيمو تكون بضغط أنف على أنف مع الشهيق، واستنشاق زفير الآخر، وأقدر الناس على التقبيل هم العازفون في آلات النفخ، بسبب قوة عضلات الشفتين عندهم، وعند بعض القبائل يتم استخدام كلمة "شُمَّني" بدلاً من "قَبَّلني"، وهذا ينسجم مع ما قيل عن الاستنشاق، ويؤكد أن الشَّم هو بداية التقبيل، ولا تقبيل بلا شمٍّ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق