اكل البقر والحشرات والنمل والتماسيح

إن تناول الحشرات عادة قد تصيبنا بالقرف والاشمئزاز ولكنها بالنسبة لمعظم الشعوب تعد مصدراً غذائياً أساسياً ومعتاداً، غير ان ما يجعل الامور منطقية  نوعا ما  هو ان تقززنا مما يأكلون لا يساويه سوى تقززهم مما نأكل نحن "خصوصا حين يتعلق الامر بالضب والجراد وأقدام الغنم" .

وتحتوي الحشرات بالذات على نسبة عالية من البروتين تتراوح بين 40% الى 90%، الامر الذي يجعلها مفضلة في 113 بلدا حول العالم، ففي الهند مثلا يأكل المزارعون الدود الذي يستوطن تحت سنتيمترات قليلة من أراضيهم، وفي تايلند تباع الخنافس والذباب المجفف ب "الكيلو"، وفي المكسيك توجد مطاعم 'تدعى دونشون' تقدم اطباقا قوامها يرقات البعوض التي تقدم كفطيرة هشة والصراصير المسلوقة والدود المجفف
أسواقا شعبية في الصين تبيع الحشرات المجففة في براميل ضخمة ، وكيف كان المارة يمدون أيديهم لتذوقها كما نتذوق نحن الزيتون او الفواكه المجففة

ولماذا يأكل شعب ما طعاما "يتقزز" منه شعب آخر؟

فلماذا يكره مثلاً أكل لحوم الكلاب في كوريا وليس أكل الضب او الجراد عند العرب ؟
 وما الذي يجعل أكل الخيل والضفادع مقبولا في فرنسا ومكروها في بقية اوروبا؟
 وما الذي يمنع الهنود من أكل النمل الأحمر المطلوب بشدة في الصين المجاورة؟
 ولماذا يكره الأمريكان لحوم الأغنام في حين يفضلها أبناء عمومتهم الاستراليون. ؟ 
 ولماذا تكره القبائل الأفريقية أكل العرب للحوم البقر بقدر كرهنا أكلهم لحوم التماسيح والأفاعي؟

       بصراحة لست متأكدة من امكانية الاجابة على هذه الأسئلة، ولكن ان تجاوزنا النصوص الدينية لا يبقى لدينا غير عادات اجتماعية وحدود ثقافية وظروف معيشية ترتبط بعامل البيئة والجغرافيا.
 ودليل ذلك ما جاء عن خالد بن الوليد انه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة فأتى بضب محنوذ فأهوى اليه الرسول يريد ان يأكل منه فقالوا يارسول الله هو ضب فرفع يده عنه؛ فقلت: أحرام هو يارسول الله؟   قال: لا ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه فقال خالد: فاجتررته فأكلته و رسول الله ينظر

على أي حال من الواضح ان اختلاط الثقافات وانهيار الجغرافيا  هذه الأيام  خفف كثيراً من استهجان كل طرف ل "طعام الآخر".. فأطفالنا مثلاً لا يتحرجون من تناول أكلات عالمية ينفر منها كبار السن  كالبيتزا والبرجر وجراد البحر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق